الخميس، 22 يناير 2009

~(( الفيلسوف الشاعر نيتشه ))~



فريدريك فيلهيلم نيتشه (15 أكتوبر ، 1844 - 25 أغسطس، 1900) فيلسوف العصر الحديث وهو ألماني ، كان عالم نفس،و عالم لغويات متميز. امتز بشخصية غنية جداً، وبعقل جبار وبكونه ناقدا حادّا للمبادئ الأخلاقية، والنفعية، و الفلسفة المعاصرة، المادية، المثالية الألمانية، الرومانسية الألمانية، والحداثة عُموماً. يعتبر من بين الفلاسفة الأكثر شيوعا وتداولا بين القراء. كثيرا ما تفهم أعماله خطأ على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية الفلسفية و العدمية و معاداة السامية و حتى النازية لكنه يرفض هذه المقولات بشدة و يقول بأنه ضد هذه الإتجاهات كلها . في مجال الفلسفة والأدب، يعتبر نيتشه في أغلب الأحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة. روج لافكار توهم كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل ايديولوجي الفاشية. والقراءة الدقيقة لأفكاره تكشف عن تجاوز غير مسبوق لعصره والعصر الحديث برمته ولاسيما أنه استطاع أن يرصد حركة الفكر والدين والأخلاق عبر التأريخ ويحدد مشاكلها ويضع حلولا لها. يرى نيتشه أن الحضارة الإنسانية الحالية مسؤولة رغم منجزاتها عن تدمير الأرض والإنسان ويدعو إلى إقامة حضارة أخرى بمفاهيم جديدة تكفل للإنسان والأرض السعادة والنماء.


ولد الفيلسوف والشاعر الألماني فريدريش نيتشه في 15 تشرين الأول من عام 1844 في قرية صغيرة تدعى روكن في ولاية زاكسن آنهالت الحالية والواقعة في شرق ألمانيا، وهو من عائلة بروتستانتية متدينة، حيث كان والده قساً.



بعد وفاة الوالد تنتقل العائلة إلى مدينة ناومبورغ،

يدرس هناك ويكتب بعضاً من أشعاره متأثراً بالشاعر الألماني

**الكبير فريدريش هولدرلين،

حيث كتب قصيدته الأولى في عام 1854.


في بداية فلسفته تأثر بالفيلسوف الألماني شوبنهاور خاصة بعد أن قرأ كتابه "العالم كإرادة وتصور".

صادق معاصره الموسيقار ريتشارد فاغنر، حيث انتهت صداقتهما بعد ذلك إلى القطيعة.
في فترة لاحقة من حياته أصيب بانهيار عصبي ومن ثم الجنون المطبق، تقوم أخته برعايته إلى يوم رحيله في 25 آب عام 1900، حيث دفن في مسقط رأسه، مخلفاً وراءه إرثاً معرفياً لا مثيل له.
نيتشه معروف في العالم العربي من خلال كتابه القيم والذائع الصيت "هكذا تكلم زرادشت".
إن القلة القليلة فقط تعرفه شاعراً قرض الشعر إلى جانب الفلسفة التي عرف بها في كل أنحاء العالم.
::::::::::::

تتسم قصائده بفتنة كبيرة وسحر لا يضاهى،

أغلبها ضربات قصيرة، شذرية،

مكثفة عميقة المعنى والمبنى،

بالغة الدقة،

تبعث على لذة خارقة ولا يزول سحرها وسطوتها على القارئ البتة.


" هنا بعضاً من قصائده "



** الأغنيـة الثَّـمِلَـة

أه يـا هـذا! إنـتـبِـه!
ما الذي يقـول مُنتـصَـفُ الـلـيل العميق ؟
" أنا نِـمْـتُ، أنا نِـمْـتُ-،
من حُـلم عميـق أفـقـتُ،-
الدّ ُنـيا عمـيقـة،
وأعمـقُ من النّـهـار الذي تخـيّـلتُ.
عميـقـةٌ هـي آلامُـه-،
المـرح- أعمقُ من معـاناة القـلـب:
يقـول الألـم: تـلاشَ!
ولكنَّ كـلَّ مـرح ٍيـريد خـلـوداً-،
عمـيقاً، خـلـوداً عمـيـقاً !"



** مُـعـتـزل

تَـنعِـق الغِـربانُ
وتَعـطِـفُ بـدوران سـريع صَـوبَ المديـنة:
سيتسـاقط الـثَّـلـجُ حـالاً.-
سعـيدٌ ذلك الـذي لا يـزال- لـه وطـن!

الأنَ تـقـفُ أنتَ مُـتَـصَـلِّـباً،
تـنـظـرُ إلى الوراء، آه! كم من الـوقت مضى عليك!
ماذا هـل أنتَ أحـمـقُ
هـربتَ مـن الشِّـتاء إلى الدّ ُنـيا؟

الدّ ُنـيا – مَنـفـذٌ
إلى ألـفِ صحـراءَ خـرساءَ وبـاردةٍ!
الذي خسَـرَ،
مـاذا خَسَرتَ، لا يَحُـطّ ُالرِّحالَ
في أيِّ مكانٍ قَـطّ ُ.

الآنَ تَـقِـفُ شـاحـباً،
تطاردك لعنـةُ رِحْـلةِ الشِّتـاء،
مـثـلَ الدّ ُخـانِ،
الذي يبحث دومـاً عن سمـاواتٍ أكثـرَ بُـرُودَةً.

حَـلِّـقْ، يـا طـيرُ، مقَـعـقِـعـاً
إنَّ أ ُغنـيـتَـكَ في نَغـماتِ طَـيْـرِ الصَّحارى!-
أخْـفِ، يـا مجـنونُ،
قـلـبَـكَ الدّامـيَ في ثلـجٍ وسُخـرية!

الغِـربانُ تَـنـعِـقُ
وتَعـطِـفُ بدوران سـريـعٍ صّـوْبَ المديـنة:
وسيتَسـاقـط الثّـلـجُ حـالاً،-
الويـلُ لمـن لا وطـنَ لـه



** نشيد الثمالة

آه أيها الإنسان، انتبه!
ماذا يقول منتصف الليل العميق؟
" أنا نمتُ، لقد نمتُ ـ
ومن حلم عميق استيقظت
العالم عميق
أعمق مما يظن النهار.
عميق ألمكم ـ
غبطة ـ لكن أعمق من معاناة القلب
يقول الألم ـ امض
كل غبطة تود الخلود ـ
تود عميقاً، الخلود العميق".



** هنا يتدحرج الذهب...

هنا يتدحرج الذهب، هنا ألعب بالذهب ـ
في الحقيقة الذهب يلعب بي ـ أنا الذي أتدحرج!



** سعادتي

منذ أن تعبت من البحث،
تعلمت أن أجد.
منذ أن جعلتني الريح ندَّاً
جعلت شراعي مع كل الرياح.




** جَسُور

أينما كنتَ، احفرْ عميقاً
الينبوع في الأسفل
دع الرجال المتشائمين يصرخون:
" في الأسفل يكون الجحيم دوماً




** إلى الفاضلين

فضائلنا أيضاً ينبغي
أن ترفع أرجلها خفيفة
تماماً كأبيات هوميروس
يجب أن تأتي
وتذهب.




** ذكاء العالم

لا تبق في حقل منبسط
لا تصعد عالياً كذلك.
أجمل رؤية للعالم
تكون من علوٍّ متوسط.




** صنوبر وبرق

عالياً كبرت أعلى من الإنسان والحيوان،
أتكلم ـ لا أحد يكلِّمني.

في العزلة أكبر وأترعرع
أنتظر ـ لكن ماذا أنتظر؟

قريبة مني مجالس الغيوم

أنتظر أول برقٍ.





** الحكمة تتحدث

قاسٍ ولطيف، خشنٌ وشفاف،
واثق وغريب، قذر ونقي،
مجنون وحكيم:
كل هذه الأشياء أنا،
وأود أن أكون،
حمامة، أفعى وخنزير
في نفس الوقت.




** الكتابة بالقدم

أنا لا أكتب باليد فقط:
القدم تود أن تكتب معها دائماً.
راسخة، حرة، شجاعة تسير بي
تارة عبر الحقول،
و تارة عبر الورق.




** ورودي

أجل سعادتي ـ تودين أن تبهجي،
أجل كل سعادة تود أن تبهج!
أَتودونَ أن تقطفوا ورودي؟

يجب أن تنحنين وتختبئن
بين الصخور وأشواك السياج،
كثيراً ما ستمتد الأصابع إليكن!

سعادتي تحب الممازحة
سعادتي تحب الدهاء!
أَتودونَ أن تقطفوا ورودي؟




** هذا هو الإنسان

نعم! أعرفُ، مِنْ أيِّ أصل أنا
ظامئاً مثل الشعلة
أتوهج وأخبو.
كل ما ألمسه يصبح نوراً،
كل ما أخلفه جمر:
بلا شك أنني شعلة.





وهناك شيء من أقواله :

# لا تمشِ في طريق من طرق الحياة الا ومعك سوط عزيمتك وارادتك لتلهب به كل عقبة تتعرض طريقتك


# أقوى وأسمى إرادة في الحياة لا تتمثل في الكفاح التافه من أجل الحياة , وإنما في إرادة الحرب , إرادة السيطرة ...

# أحب فقط ما كتبه الإنسان بدمه .

# الموتُ قريبٌ بما فيه الكفاية كي لا نرتاع من الحياةِ .

# أبغضُ ضيقَ الأفقِ أكثر بكثيرٍ من الخَطِيْئَةِ.

# أولئك الَّذيّن كانوا يحبون الإِنْسانَ، أكثر الجميع إلى الآن، الَّذيّن سـببوا له دائماً الألم الأشدّ؛ مثل جميع المحبين فهم يطلبون منه المحال.

# مَنْ يتعرّض لهجماتٍ من جانب زمنه، هو ذلك الَّذيّ سـبقه بشكلٍ غير كافٍ ـ أو تخلّف عنه.

# وقد قال مخاطبا أخته: إنما إذا ما مت يا أختاه لا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات في لحظة لا أستطيع في الدفاع عن نفسي. ( ولكن لم تتحقق امنيته اذ تلى عليه القساوسة في ساعة دفنه )
::::::::::::::::


نيتشه والمرأه ... من كتاب " هكذا تكلم زرادشت " :

- يجب ألا يتكلم الرجل عن النساء إلا للرجال ..
- ليس الرجل للمرأة إلا وسيلة أما غايتها فهي الولد ..
- إن الرجل الحقيقي يطلب أمرين : المخاطرة واللعب و ذلك مايدعوه إلى طلب المرأة .. فهي أخطر الألعاب ..
- خلق الرجل للحرب و خلقت المرأة ليسكن الرجل إليها ..
- تفهم المرأة الطفل بأكثر مما يفهمه الرجل غير أن ارجل أقرب إلى خلق الطفل من المرأة ففي كل رجل حقيقي يحتجب طفل يتوق إلى اللعب .. فلتعمل النساء على اكتشاف الطفل في الرجل ..
- ليحذر الرجل المرأة عندما يستولي الحب عليهافهي تضحي بكل شيء في سبيل حبها و ليحذرهاعندما تساورها البغضاء لأنه إذا كان قلب الرجل مكمناً للقسوة فقلب المرأة مكمن للشر ..
- إن سعادة الرجل تابعة لإرادته أما سعادة المرأة فمتوقفة على إرادة الرجل ..
- قد تشعر المرأة بقوة الرجل و لكنها لاتفهمها ..

و أخيراً :
- أذاهب انت الى المرأة .. اذاً لاتنسى ســوطكـ !!


مؤلفاته بالترتيب التاريخي

* من حياتي 1858
* عن الموسيقا 1858
* نابليون الثالث كرئيس 1862
* القدر و التاريخ 1862
* الإرادة الحرة و القدر 1962
* هل يستطيع الحسود ان يكون سعيدا حقا 1863
* حياتي 1964
* الفلسفة في العصر المأساوي الاغريقي
* مولد التراجيديا 1872
* هو ذا الانسان 1878
* المسافر وظله 1879
* الشروق 1881
* العلم المرح 1882
* هكذا تكلم زارادشت 1883-1885
* ما وراء الخير والشر 1886
* قضية فاغنر 1888
* أفول الأصنام 1888
* عدو المسيح 1888
* نيتشه مقابل فاغنر 1888
* إرادة القوة (مجموعة ملاحظات قدمتها أخته، لا تعبر بالضرورة عن رأي نيتشه) 1901
* العلم الجدل .




هذا هو نيتشه ..

كيف كان قدر استمتاعكم وفائدتكم .. ؟؟

~( جان جاك روسو )~


جان جاك روسو (28 يونيو 1712-2 يوليو 1778) فيلسوف فرنسي، كان أهم كاتب في عصر العقل. وهو فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في ا لتعليم والأدب والسياسة. حياته المبكرة. وُلد روسو في مدينة جنيف فيما يُعرف الآن بسويسرا. وكانت أسرته من أصل بروتستانتي فرنسي، وقد عاشت في جنيف لمدة مائتي عام تقريبًا. توفيت أمه عقب ولادته مباشرة، تاركة الطفل لينشأ في كنف والده، الذي عُرف بميله إلى الخصام والمشاجرة. ونتيجة لإحدى المشاجرات عام 1722م، اضطر والد روسو إلى الفرار من جنيف. فتولى عم الصبي مسؤولية تربيته. وفي عام 1728م، هرب روسو من جنيف، وبدأ حياة من الضياع، ومن التجربة والفشل في أعمال كثيرة. ولكنه كان دائمًا تستهويه الموسيقى. وظل لسنوات مترددًا بين احتراف الكتابة أو الموسيقى. وبعد وقت قصير من رحيله عن جنيف، وهو في الخامسة عشرة من عمره، التقى روسو بالسيدة لويز دي وارنز، وكانت أرملة موسرة. وتحت تأثيرها، انضم روسو إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ومع أن روسو كان أصغر من السيدة دي وارنز باثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا، إلا أنه استقر معها بالقرب من مدينة شامبيري، في دوقية سافوي. وقد وصف سعادته بعلاقتهما في سيرته الذاتية الشهيرة اعترافات التي كتبت في عام 1765 أو 1766م - 1770م، ونُشرت عامي 1782م و 1788م، ولكن العلاقة لم تدم، فقد هجرها روسو أخيرًا عام 1740م. وفي عام 1741م أو 1742م، كان روسو في باريس يجري وراء الشهرة والثروة، وقد سعى إلى احتراف الموسيقى. وكان أمله يكمن في وضع نظام جديد للعلامات والرموز الموسيقية قد كان ابتكره. وقدم المشروع إلى أكاديمية العلوم، ولكنه أثار قدرًا ضئيلاً من الاهتمام. في باريس، اتَّصل روسو بـالفلاسفة وهي جماعة من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر. وحصل على التشجيع المادي من مشاهير الرأسماليين. ومن خلال رعايتهم، خدم روسو أمينًا للسفير الفرنسي في البندقية خلال عامي 1743، 1744م. كانت نقطة التحول في حياة روسو عام 1749م، حين قرأ عن مسابقة، تكفَّلت برعايتها أكاديمية ديجون، التي عرضت جائزة مالية لأحسن مقال عن الموضوع، وهو ما إذا كان إحياء النشاط في العلوم والفنون من شأنه الإسهام في تطهير السلوك الأخلاقي. وما أن قرأ روسو عن المسابقة حتى أدرك المجرى الذي ستتّجه إليه حياته. وهو معارضة النظام الاجتماعي القائم، والمضيّ فيما بقي من حياته في بيان الاتجاهات الجديدة للتنمية الاجتماعية. وقدم روسو مقاله إلى الأكاديمية تحت عنوان: بحث علمي في العلوم والفنون عام 1750 أو 1751م، حمل فيه على العلوم والفنون لإفسادها الإنسانية. ففاز بالجائزة، كما نال الشهرة التي ظل ينشُدها منذ أمد بعيد. حياته المتأخرة. عندما تحول روسو إلى المذهب الكاثوليكي، خسر حقوق المواطنة في جنيف. ولكي يستعيد هذه الحقوق تحول مرة أخرى عام 1754م إلى المذهب البروتستانتي. وفي عام 1757م اختلف مع الفلاسفة؛ لأنه استشعر منهم الاضطهاد. وتتسم آخر أعمال روسو بالإحساس بالذنب وبلغة العواطف. وهي تعكس محاولته للتغلب على إحساس عميق بالنقص، ولاكتشاف هويته في عالم كان يبدو رافضًا له. حاول روسو في ثلاث محاورات صدرت أيضًا تحت عنوان قاضي جان جاك روسو كُتبت في المدة بين عامي 1772 - 1776م، ونُشرت عام 1782م، حاول الرد على اتهامات نقاده، ومن يعتقد أنهم كانوا يضطهدونه. أما عملُه الأخير، الذي اتسم بالجمال والهدوء، فكان بعنوان أحلام اليقظة للمتجول الوحيد (كُتبت بين عامي 1776 و1778م، ونُشرت عام 1782م). كذلك، كتب روسو شعرًا ومسرحيات نظمًا ونثرًا. كما أن له أعمالاً موسيقية من بينها مقالات كثيرة في الموسيقى ومسرحية غنائية (أوبرا) ذات شأن تسمى عرّاف القرية، ومعجم الموسيقى (1767م)، ومجموعة من الأغنيات الشعبية بعنوان العزاء لتعاسات حياتي (1781م). وفضلاً عن ذلك، كتب روسو في علم النبات، وهو علم ظل لسنوات كثيرة تتوق نفسه إليه. أفكاره. قام روسو بانتقاد المجتمع في رسائل عديدة. ففي رسالته تحت عنوان: بحث في منشأ وأسس عدم المساواة (1755م)، هاجم المجتمع والملكية الخاصة باعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة. وكتابه هلويز الجديد (1761م) مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذي ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التي رآها روسو في مجتمعه. وفي كتابه العقد الاجتماعي (1762م)، وهو علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية، قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين. وفي روايته الطويلة إميل (1762م) أعلن روسو أن الأطفال، ينبغي تعليمهم بأناة وتفاهم. وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع اهتمامات الطفل. وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة، على أنه أحس أيضًا بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار وسلوك الأطفال. كان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم، معلنًا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولين عن المجتمع، يكونون رقيقي القلب، خالين من أية بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضًا. ولكنهم ما إن يعيشوا معًا في مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارًا. فالمجتمع يُفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية. لم يكن روسو ينصح الناس بالعودة إلى حالة من الفطرة. بل كان يعتقد أن الناس بوسعهم أن يكونوا أقرب ما يكونون إلى مزايا هذه الحالة، إذا عاشوا في مجتمع زراعي بسيط، حيث يمكن أن تكون الرغبات محدودة، والدوافع الجنسية والأنانية محكومة، والطاقات كلها موجهة نحو الانهماك في الحياة الجماعية. وفي كتاباته السياسية، رسم روسو الخطوط العريضة للنظم التي كان يعتقد، أنها لازمة لإقامة ديمقراطية يشارك فيها كافة المواطنين. يعتقد روسو أن القوانين يتعيّن عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب. وأي نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعي القائم إجماعيًا. واستنادًا إلى ما يراه روسو، فإن أشكال كافة الحكم تتجه في آخر الأمر إلى الضعف والذبول. ولا يمكن كبح التدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية، ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة. وقد تأثر روبسْبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة، كما أن هذه الأفكار كانت مبعث إلهام لكثير من الاشتراكيين وبعض الشيوعيين. نفوذه الأدبي. مهد روسو لقيام الرومانسية، وهي حركة سيطرت على الفنون في الفترة من أواخر القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلاديين؛ فلقد ضرب روسو، سواء في كتاباته أو في حياته الشخصية، المثل على روح الرومانسية، من خلال تغليبه المشاعر والعواطف على العقل والتفكير، والنزوة والعفوية على الانضباط الذاتي. وأدخل روسو في الرواية الفرنسية الحب الحقيقي المضطرم بالوجدان، كما سعى إلى استخدام الصور الوصفية للطبيعة على نطاق واسع، وابتكر أسلوبًا نثريا غنائيًا بليغًا. وكان من شأن اعترافاته أن قدمت نمطًا من السير الذاتية التي تحوي أسرارًا شخصية.