السبت، 20 يونيو 2009

~(( مـهـمـــة الأنـــــا ))~


ثمة قول مأثور ينصح الإنسان بألاّ يخدم سيدين في آن واحد.
،،
و الأمر أدهى وأسوأ بكثير بالنسبة إلى الأنا المسكين إذ عليه أن يخدم ثلاثة أسياد قساة، وهو يجهد نفسه للتوفيق بين مطالبهم .
،،
وهذه المطالب متناقضة دوما، وكثيرا ما يبدو التوفيق بينها مستحيلا، فلا غرابة إذن أن يخفق الأنا غالبا في مهمته .
،،
وهؤلاء المستبدون الثلاثة هم العالم الخارجي والأنا الأعلى و الهو، وحين نعاين ما يبذله الأنا من جهود ليعدل بين الثلاثة معا، أو بالأحرى ليطيعهم جميعا، لا نندم على أننا جسمنا الأنا وأقررنا له بوجود مستقل بذاته ، إنه يشعر بأنه واقع تحت الضغط من نواح ثلاث، وأنه عرضة لثلاثة أخطار متباينة يرد عليها، في حال تضايقه ، بتوليد الحصر.
،،
وبما أنه ينشأ أصلا عن تجارب الإدراك ، فهو مدعوّ إلى تمثيل مطالب العالم الخارجي ، غير أنه يحرص مع ذلك على أن يبقى خادما وفيّا للهو، وأن يقيم وإياه على تفاهم ووفاق ، وأن ينزل في نظره منزلة الموضوع ، وأن يجتذب إليه طاقته الليبيدية.
،،
وكثيرا ما يرى نفسه مضطرا ، وهو الذي يتولى تأمين الاتصال بين الهو و الواقع ، إلى التستر على الأوامر اللاّشعورية الصادرة عن الهو بتبريرات قبل شعورية وإلى التخفيف من حدة المجابهة بين الهو والواقع ، وإلى سلوك طريق الرّيــّاء
الدبلوماسي و التظاهر باعتبار الواقع ، حتى وإن أبدى الهو تعنتا وجموحا.
،،
ومن جهة أخرى، فان الأنا الأعلى القاسي ما يفتأ يراقبه ويرصد حركاته، ويفرض عليه قواعد معينة لسلوكه غير مكترث بالصعاب التي يقيمها في وجهه الهو والعالم الخارجي .
،،
وإن اتفق أن عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى عاقبه هذا الأخير بما يفرضه عليه من مشاعر أليمة بالدونية والذنب .
،،
على هذا النحو يكافح الأنا، الواقع تحت ضغط الهو و الرازح تحت نير اضطهاد الأنا الأعلى والمصدود من قبل الواقع ، يكافح الإنجاز مهمته الاقتصادية و لإعادة الانسجام بين مختلف القوى الفاعلة فيه والمؤثرات الواقعة عليه .
،،
ومن هنا نفهم لماذا يجد الواحد منا نفسه مكرها في كثير من الأحيان على أن يهتف بينه وبين نفسه:
" آه، ليست الحياة بسهلة"
،،
،،
(فرويد)

الأحد، 7 يونيو 2009

~(( مــزج فـلـســـفـي دعــانـي لـهُ الـجـنـــون ))~



تتجمع الصور والتراكيب في رأسي على شكل مجموعة ..
أن تلك الصور والتراكيب تعمل عمل الجنون لدي..
،،
لا تتركني ألقط أنفاسي إلا حين أصب جام الدماغ على الورق ...
ليس صحيحا أن كل من يكتب يستطيع أن يصب كل شيء على الورق ..فما يتبقى في فمه وذاكرته أكثر مما يكتب وأكبر مما يُحس ..!!
،،
كل ذي أصبع أصبح يخالف أصبعه..وكل ذي كوب أصبح يخالف كوبه ..
،،
غواص ٌ أنا أحب الغوص في أعماق الآخرين وفي مكنونات أنفسهم لأكتشف غور الإنسان ..
أحب أن أرى ماهية النفس بأم عيني .. ألمس الدهاء.. المرارة .. الطيبه .. أي شيء ..
المهم أن أنظر بعيني إلى ما وراء الكلمة وما وراء العبارة وما وراء الشاشة التي تقبع خلفها روح إنسان مثلك يحادثني ..
،،
لست ميالاً لوضعية بحث الأمور على طريقة المطارق لا أحب أن أكسّر الأشياء..
ولكنّي أحب أن أمتزج بها وأتكاثف فيها أتكاثف حتى المناطق التي تؤدي إلى العطب إلا أني لا أعطب..
،،
لأني لا أتعامل بردود الأفعال ..
ولا أفكر تفكير الأطفال ..
لهذا أعرف كيف أصلحها..
،،
والناس رجلان :
رجل عينه في عقله
وأخر عقله في عينه ...
وأنا الأول..
،،
بعض الأشياء تحمل مرارة الفأس والتهشيم ..
وبعضها الآخر تتحدث بحروف نقيدة لدرجة السذاجة ..
وبعضها الآخر لا يملك الميزة ..

::::::::::::::::::