الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

~(( الأسـيـــرات الـهـــاربــات!! ))~

؛؛؛؛
لم يكن الأمر هيناً على إحدى السيدات النبيلات حينما رمى أحد رجال دوريات الأمن في محافظة الطائف عليها ملابسه العسكرية لترتديها وتستر نفسها،
عندما شاهدها وهي تمشي خائفة في أحد الشوارع وقت الفجر (شبه عارية) وتُسرع في خطواتها،
فيما كان هناك شخص يُلاحقها رافعاً صوته عليها شاتماً لها، مشيراً بيده إليها، يأمرها بالعودة..
ويتضح من تصرفاته وهيئته أنه في غير وعيه وخارجاً من رجولته مودعاً لها.
وحين لمحها أحد رجال دوريات الأمن تأكد من هروبها من لدن الشخص الذي يلاحقها.
وتبين لاحقاً أنه للأسف زوجها، وكانت تنبعث منه رائحة الخمر.
وبعد التحقيقات اتضح أن خلافاً وقع بين الزوجين بعد أن تعاطى الزوج المُسكر فاعتدى على زوجته وضربها، وقاومته حتى تمكنت من الفرار بخروجها من المنزل؛
إلا أنه تبعها يُلاحقها ويشد ملابسها حتى تمزقت وخرجت للشارع شبه عارية لتنقذ نفسها..
فيسر الله لها رجال دوريات الأمن الذين ساهموا بحمايتها من ذلك الوحش، وتم تحويلهما إلى مركز الشرطة للتحقيق في القضية..
هذه الحادثة الاجتماعية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ليظل السؤال معلقاً بطرف اللسان،
أو محشوراً بين الأسنان أو يترنح كعبرة حرى تترقرق في العينين:
ما ذنب السيدات المبتلات بهذا النوع من الوحوش الذين تغطيهم جلود البشر،
ويرتدون ملابسهم وهم أبعد ما يكونون عن الإنسانية وأقرب للوحشية والسباع الضارية؟
فإلى متى والمرأة تعاني هذا البلاء، فلا تشكو، لأنه ليس هناك أذن تسمعها ولا قلب يرحمها
ولماذا تقف أسرتها في وضع المتفرج وتخوفها من الانفصال، بل تلمّح لها بالثبور إن هي فكرت فيه؟
وما مشاعر مشايخنا الكرام وهم ينصحون الزوجات بالاحتساب والصبر على الزوج الضال والسكير والمدمن حتى الهداية،
ووعد الزوجة - إن بقيت بقربه - بجنة عرضها السموات والأرض، وكأنهم يملكون مفاتحها، بينما لا ينصفونها في المحاكم؟
وإلى متى ونحن نسمع عن حالات قتل وانتحار لبعض السيدات بسبب ما يلاقينه من ضيم واضطهاد بسبب زوج فقد كامل أهليته، وأضاع ملامح شخصيته، وتخلى عن مسؤوليته في إعالة أسرته
وصار يعتدي على راتب زوجته فإن رفضت؛ أهانها وضربها ونكّل بها؟
واسألوا مراكز الشرطة كم زوجة وقفت أمام بوابات المركز فأوكلوا لجندي البوابة طردها وقذفها قبل دخولها أعتاب المركز بدعوى عدم الاختصاص، أو اشتراط إحضار ولي أمرها!
ولو كان لها ولي أمر يستحق الولاية لما حضرت، ولما أهرقت ماء وجهها على عتبات مراكز الشرطة!
اسألوا هيئة حقوق الإنسان كم من سيدة اشتكت لهم وقد صفعت، وأخرى ضربت، وثالثة رُكلت، وأخريات يحضرن والدماء تسيل من أجسادهن بينما حليب الأمومة يترقرق من صدورهن فيطلي أجسادهن.
وبعدها..
؛؛
اسألوا كل قلب رحيم قد بكى وتألم وهو يرى سيدة نبيلة قد جابهت اضطهادا من شريك حقير،
وكم شاهد سيدة وقوراً واجهت إذلالا من زوج رقيع، وكم من سيدة محترمة قاومت إهانة زوج وضيع!
وكم من عاقلة قد احتملت زوجاً سفيهاً!
وكم من امرأة حكيمة حصيفة حارت وعجزت وهي ترقّع خروق رجل جاهل أحمق بذيء!
وبعدها لا تتفاجؤوا حين يخرج من هناك رجل يرتدي مسوح الوقار، ورداء المهابة ليقول ناقصات عقل ودين!
وليكن!
؛؛
أفلم يحثكم ديننا الحنيف على التقوى والرأفة بالسيدات، حتى تلك الناقصات؟!
أو لم تحضكم شريعتنا الطاهرة على الورع والعطف على زوجاتكم؟!
ألم يقل سيد الرحمة صلى الله عليه وسلم وهو في لحظاته الأخيرة
(الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة. أيها الناس اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان)
أي أسيرات!
؛؛
وبدعوى الحماية..
كم من امرأة أوجعتها سياط القمع، وكم من أسيرة أدمتها حبال الأسر!
؛؛؛؛
؛؛
الكاتبة الصحفية بجريدة الوطن
رقية سليمان الهويريني

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

~( هــرطـقـــة خــط الـسـتـــة )~


(( الـجـــزء الـثــانـي ))
::::
كنت منذو قليل أتابع برنامج خط السته على قناة أبوظبي الرياضية
وللأسف حدث مالا أريده من هرطقه وأصوات النشاز؟!!
،،
كانت البداية من محمد الدويش والذي للأسف لم يوفق كاملاً بما تحدث به فكانت بعيدة عنه لغة المنطق الذي دوماً يتشدق بها لدرجة إنه قال أن البلطان من خلال تصريحه يقول
( يا جمهور الضغط والسكر تعالوا مع ابناءكم لتشجيع الشباب )!!
وهذا وربي لم يكن قول البلطان بتلك الصيغة وإنما
( تعالوا بـ ابناءكم لتشجيع الشباب حتى لا يأتي لهم الضغط والسكر عندما يكبروا )
فكانت سقطه تحسب عليك يالدويش مع محاولتك التشدق بروح المنطقية لكن لغة الإنتماء أظهرت صوت الغباء!!
،،
ومن ثما كان من الشمراني صاحب الحضور الهادئ بالبرنامج من التخبط والعصبية التي كانت تعلو بها أصوات الجماهير من خلفه!!
فشلت يالشمراني بالدفاع عن ناديك بتلك الطريقة وأنت الذي دوماً تنشد التعقل وأخذ الأمور بعقلانية ودبلوماسية فكنت ببغاء صوت الجماهير دون أي لغة ثقافيه؟!!
،،
وأما الطريقي فكان يطالب نادي النصر بالتحرك ومحاسبة البلطان على (مقولة الضغط والسكر)!!
هزلت يالطريقي فما أرى لرأيك إلا زعيق ونعيق وبالمدرجات يليق!!
،،
فكان لغة المنطق لـ عدنان ولمداخلة كاتب صحيفة الجزيرة محمد العمران الذي تحدث بلغة تتخللها العقلانية والهدوء الذي جعل من ثلاثي الهرطقه يحاولون التشويش على ما يقول لكن كان صوت الحق أكبر من أن يلجم فكان ذو وضوح ودقه فقال وهذا الذي يكفيني
( منذو خمسة عشر سنة الأخيره والشباب له من الإنجازات مالم يحققها إفتراضي أندية الأربعة الكبار )..
،،
فحاول للأسف مقدم البرنامج محمد نجيب والذي سقط نجمه اليوم إحراجه عندما تداخل معه عضو شرف النصر عمران العمران فكان لحديثه غباء عندما قال
( ما نفع نجوم الشباب عندما كانت هزيمتهم من جمهور الفتح)؟!!

فما كان من محمد العمران إلا أن يعقب قائلاً هذا كلام مأخوذ خيره
( فهل نقارن جمهور النصر عندما يهزم من فريق درجة ثانية )
لله درك فقد أخرسته بجزء المعادلة فـ أمثاله لا تفقه إلا غباء الطرح!!
،،
فأقفل الخط مستسلم وأكمل الكاتب محمد العمران بكل ثقة ما أراد إثباته وهو أن البلطان لم يكن على خطأ أنتهت المكالمة لصوت الحق..

فإذا بعدنان يسجل حضوره ويكمل من أطلق صفة الأربعة الكبار إلا الإعلام فهذا رأي..!!
( وكذلك البلطان له الحق برأيه )
بورك من حضور يا عدنان..
،،
فـ أتى صوت رئيس نادي النصر وهي المداخلة الثانية له فرد على الكاتب محمد العمران بلغة الأطفال فقال
(خله يكمل رقم عشرة نفر في مدرجات مشجعي الشباب)!!

للأسف كانت الضحكات تعلو خط الهرطقه..
،،
(( كـلـمــة حـــق ))
أن ما حدث من مقدم البرنامج محمد نجيب شئ كنت متأكد منه
فقد أساءه موقف البلطان عند نهاية إنتهاء عقد القناة لنهاية الدوري
فكان البلطان رفض الحديث معهم وقبل بالحديث مع الجزيرة الرياضية
فكانت بالنسبة لي الضربة التي لم أتمنى أن تكون من البلطان
وخصوصاً إحتفال كأس الأبطال أو الأمير فيصل
كان لـ قناة أبو ظبي ومحمد نجيب فضل النقل المباشر من بعد الفوز وداخل أسوار النادي
الذي لم يسبق لأي قناة أن تحتفي كما أحتفت قناة أبوظبي..

!! فقد تكون يا محمد نجيب هذه بتلك !!
،،

في النهاية أقول بخصوص أن الشباب نادي يكسب تعاطف الأندية الأخرى والأن فقدها بحكم أنه أصبح مكروه؟!!
فانا أقول أن ما حدث خير وليس بشر فلم تجلب المثالية الزائدة لنادي الشباب أي جمهور حقيقي يستحق الوقوف مع ناديه..
،،
فأن ما يحدث من مشاغبة بين الأندية وأن كانت بعبارات التعصب هي من تزيد المدرجات بالجمهور ونذكر من ذلك المرحوم عبدالرحمن بن سعود رحمة الله وما كان منه إتجاه الإعلام..
فكان لمن يخشى التعصب يقول هو فاكهة الرياضة السعودية؟!!
،،
الشباب لم يكسب من تعاطف أنديتكم أيها المتغطرسون بل كان ضحية التصفيات بين الأندية المنافسه فمن لم يقدر عليه ناديه يأتي فيشمت به على طريقة الفن الشبابي!!
،،
لأول مره وسابقة في تاريخ نادي الشباب أن تكون على شرف مائدة البرامج الرياضية حوار يخص النادي والجماهير الشبابية ..
فلم يكن له من هذا الشرف حتى بحصده الإنجازات والبطولات؟!!
،،
فالله درك يا أبا الوليد فقد كان لك حديث الرياضة على مر الأسابيع فيكفي مشجعي نادي الشباب أن تستمع وتقرأ كل الأراء المتفاوته التي تكشف زيف جماهير التعاطف!!

وقــفــــه
(( أن لا تـقـهــر تـكـمــن فـي الـدفــاع ... وإمـكـانـيــة الـنـصــر فـي الـهـجـــوم ))


آسف على الإطالة وركاكة المقاله لكنها على عجاله

الخميس، 8 أكتوبر 2009

~( وجهات نظري خارج جنون مدونتي )~

(( الـجـــزء الأولـــ ))
::::
<< الرأي الأول >>
،،
((وبعد الحملة العنيفة ضده، تراجع الشثري عن موقفه، واعتبر أن ما نُقل على لسانه حول الاختلاط تعرّض للتحريف والتزوير، مؤكداً دعمه للجامعة))
،،،،
هذا يؤكد عدم ثقافة البعض بـ التأثير الأعلامي الذي بدأ مؤخراً يقول كلمته التي تكون في أغلب الأوقات هي الفصل لأي قضية أو رأي..
كما تكمن المشكلة في بعض من يتعاطون مع وسائل الأعلام الذي قد تغيب عنه المعطيات التي يجب الأخذ بها وأن لا تمرق عليه بعض التساؤلات التي قد يشيع بالإجابة عليها الفتنه والتفرقه!!
،،،،
الشيخ الجليل / سعد الشثري
أجتهد بالإجابة عن سؤال المتصل الذي من وجهة نظر شخصية أن لا تكون بهذا التعاطي المسئول..وأن تكون حكمة القول وفق ما قد يتبعه من تبِعات قد تؤول بـ الأعلام ما نحنُ في غنى عنهُ..
،،،،
وقد يأتي من يقول أن شجاعة القول هي المطلب،،
نعم أنا مع هذا الرأي لكن هناك إعطاء الرأي أو المشوره بصيغة أكثر حكمة وبعيداً عن الأعلام المتصيد لأي هفوة حتى ولو كانت المعتقد لصاحبه؟!!
فـ الشيخ الشثري عضو في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي جهة حكوميه معترف بها..
فلابد أن يكون رأيه بشكل مباشر مع ولي الأمر وأن لا يكون عن طريق وسائل الأعلام سواءً متلفز أو مقروء..
فيكون التعاطي مع الأمر يؤخذ الصبغه الجماعية ولا تنسب لرأي واحد..
،،
((فالقوه بالجماعه وهذا مبدأ أهل السنه والجماعه))
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

<< الرأي الثاني >>
،،
المتصل من دولة قطر!!
والمقصود بالسؤال شخصية مسئولة وركن من أركان مملكتنا؟!!
والجواب على السؤال أستغرق أكثر من 8 دقائق وكان له من التشعب مما لا يستحب قوله بهذا التسطيح وصولاً بـ تحرش الجنسي وسبب للطلاق بين الأسر؟!!
نحنُ نعلم ما يستند عليه ولا جدال بذلك لكن لا يكون بصورة التسطيح وأن ولي الأمر قد تم إخفاء عنه الجزئيات وهل الإحتفال بـ إقتتاح الجامعة باليوم الوطني كان يخفى على القاصي لكي يتم الإخفاء والتضليل على الداني؟؟!!
أرجوا الإطلاع على حيثيات المقابلة والتركيز على لغة الحوار التي تفتقد المهنية فالمصارحة بالرأي لا تكون بهذه الطريقة؟!
فقد تكون مقبولة من شخصية ليس لها ما يؤهلها للحديث مباشرة مع ولي الأمر..
،،،،
كما أنني لم أكن مع أو ضد لكن لابد لنا أن نعترف بأهمية الأعلام الذي قد يزييف الحقائق بالنظر لها من أكثر من زاوية ومدخل..
،،
،،
فــاصـلــــة
،،
(( سيأتي اليوم الذي ستتمنى لو أنك فعلت القليل من الشر ،، لإنجاز خير عظيم ))

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

~(( خــواطــــر 5 ))~


،،
،،
يحمل رمضان في جعبته الكثير من البرامج التي يعمل أصحابها على إعدادها عبر شهور طويلة ليتنافسوا على ما يستطيعون الوصول إليه من عقول وقلوب المشاهدين، ولا يكاد السباق يهدأ بين هؤلاء من جهة، إلا ويقوم سباق آخر على جانب من الأهمية والتأثير وهو الذي يحرص أصحابه على شهية ومعدة الصائمين، وهكذا ينصب الاهتمام على هذا الذي يعتبر رمضان موسم روحانيات في نهاره بالصيام والقرآن، وفي ليله بالصلاة والقيام حتى يدخل في دوامة المنافسة هذه التي تجرح كثيراً من الجوانب التي يبحث فيها الصائم عما يستعيد به صفاء روحه ونقاء وجدانه.
صاحب الخواطر يتميز بأنه يقدم مساحات من التأمل عبر مشاهد فيها من الهزل والجد ومن الحقيقة والخيال ما يتيح للمتابع أن يختار لنفسه موقفاً مما يجري بل إن البعض يذهب في ردود أفعاله إلى أن يغير من تصرفاته أو من قناعاته كي يختار ما يرى أنه يسهم في تصحيح سلوك عام وأنه أول المعنيين بهذا التغيير، بل إن البعض اتخذ من القرارات ما رأى أنه يحقق من الإيجابية ما يرتقي بالجزء اليسير من المجتمع الذي ينتمي إليه إما الأسرة أو القطاع الذي يعمل فيه، وتلك من ردود الأفعال التي تتجاوب مع الطرح الذي رأت فيه تعزيز قيمة أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية وجدت قبولاً لدى المتلقي.
كانت الخواطر الأربعة السابقة تدور في الفلك المحلي أو الإقليمي
فلم تذهب بعيداً في استثارة المتابعين من المشاهدين على اعتبار أن الفروق ليست كبيرة إلى درجة تصدم من يتابع المواقف، ولأن المنطقة كلها تنتمي إلى نفس الثقافة وفيها التناغم أو التفاهم ما يسمح لها أن تغض الطرف عن كثير، أما الخواطر الأخيرة فجاءت من أقصى الشرق حيث تسبق الشمس في الوصول إليهم قبلنا بساعات ست،
لكن كأنها قرون لأن الفارق كبير في كل شيء: في إرادة الفرد وإرادة المجتمع، وفي القيم التي تقوم عليها الحياة في البيت والمدرسة والمصنع والشارع بل وفي كل جوانب الحياة صغيرها وكبيرها.
لم يرق لكثيرين أن يروا هذا التمجيد لثقافة اليابانيين حتى إن مقدم البرنامج أطلق عليها كوكب اليابان وعلى المنطقة هنا: الكوكب الآخر،
فذهب المنتقدون مذاهب شتى في النيل من البرنامج إما في اللباس الذي يطل به مقدم البرنامج حين يعلق على بعض الفقرات، أو في سطحية المقارنة وأنه لم يتعمق في المجتمع الياباني ليقدم للمشاهد ما وراء هذه الظواهر التي اكتفى بتقديمها، أو بأننا نملك ديناً يحض على كل ما يرى مقدم البرنامج أن اليابانيين يتميزون به، وأن هذا الثراء الديني في التعاليم القرآنية والنبوية يغنينا عن تلمس ما لدى الآخرين.
أما الذي يرى أن البرنامج لم يذهب إلى العمق الياباني، فقد نسي أنه مجرد خواطر عابرة كما صرح بذلك صاحب البرنامج وأن الخواطر لا تذهب إلى التحليل العلمي الذي يريده صاحبنا، لكنها خواطر موثقة ومقارنة شافية لأولئك الذين يريدون أن يستفيدوا من ثقافة الآخرين وأنماط حياتهم بحثاً عن الحكمة التي هي ضالة المؤمن، وأما المنتقدون للثياب فإنها جزء من الإخراج الذي اختار صاحب البرنامج أن يظهر به، وأما عن أصحاب الزاوية الدينية فما الذي يضير في أن نعرف أن آخرين نجحوا في تطبيق ما جاء به ديننا بينما فشلنا أو فشل بعضنا في تطبيقه وهنا تنطبق مقولة "إسلام هناك ولا مسلمون ومسلمون هنا ولا إسلام" .
هذه الخواطر جديرة أن تعرض في كل مدارس المملكة وأن تكون جزءاً من التربية التي تحتاج إليها البيوت والمدارس وقد تعجب حين تجد معلمة أرادت تكريم طالبة في الصف الأول الابتدائي لأنها متألقة أخلاقاً وعلماً فطلبت منها توزيع الكراسات على زميلاتها لكن الطفلة انفجرت باكية قائلة:
وهل أنا يا أبلة شغالة حتى أقوم بهذا؟
أو حين تعلم أن مدير تعليم منطقة من المناطق احتاج إلى ملاعب رياضية لإحدى الجهات العسكرية فوافقوا شريطة إعادتها نظيفة فاستعان بالطلاب الذين أدوا المهمة بحماس وإتقان لكنه فوجئ في اليوم التالي بوفود من أولياء الأمور يوبخونه على استخدام أبنائهم عمال نظافة.
هذا سلوك يحتاج إلى سنوات طوال من التهذيب وإعادة التشكيل.
:::::::::::::::::::::::::::::

شكراً للكاتب سعد الغامدي بجريدة الوطن
،،
<< الذي أنصف الحق ونبذ الحمق >>
،،
بصراحه أنا من متابعي برنامج هذا العام حلقه بحلقه ودقيقه بدقيقه
على عكس السنوات السابقه التي تتحدث عن الشأن والتناقض الداخلي والخارجي في الإطار العربي..
،،
وكان له من الهجمات والإنتقادات السوقيه التي ليس لها من الحُسن ما يجملها فقط هجوم للهجوم ونعق طائر البوم!!
،،
لكن هذا العام أتى بما يعجز العقل عن نفيه أو إقتصاص مدلوله البناء الذي يجعل من منهج إخلاقي وتعليمي ينجح في بلد بعيد كل البعد عن أي دين سماوي وإنما قوانين وعادات لها من ديننا ما يؤكد عليها وعلى أهميتها للفرد والمجتمع على حدً سواء..
،،
<< فهذا المكمن والخلل لدينا >>
نتشدق بالدين والتدين وندفن رأسنا بالتراب كالنعام!!
فلا نرى ما نحنُ عليه من إنتقاص حضاري وفكري يسبح بنا إلى غياهب التصرفات الحيوانية؟!
،،
برنامج بسيط وطرح أبسط ومقارنات قد تكون في مجمل لغة طرحها بسيطه لكن المتأمل في الوقوف على كل حالة فكأننا أمام موقف الصورة تتحدث!!
فلا ببغاء يقول لي في الغرب يحدث كذا وكذا
ونحنُ أقل بكذا وكذا
ومن ثما يأتي آخر ويقول أن هذا الأفك!!
إجتاحهُ الغزو الغربي فيمجد كل ما عندهم؟!
،،
لكن في هذه الحالة لا أرى إلا الأفواه فاقه على أخرها كما المثل العامي والقائل " فاتح فمه ومضيع بهمه " !
،،
نحن فعلاً بحاجة لمثل هذه البرامج التثقيفيه التي تبث لنا الحالة كما هي دون تزييف ولا تحريف
فنحنُ في أخر الأمر من نحكم على صدق النيه والمطيه..


::::::::::::::::::::::::



السبت، 22 أغسطس 2009

~( إعـتــرافــات " جــان جــاك روســــو " )~

،،
<< الاعـتـــراف الأول >>
،،
سأبدأ بمشروع ما قام به أحد من قبل، ولن يقدر غيري فيما بعد على تكراره.
ارغب برسم صورتي بكل صدق الطبيعة للقارئ.
انا فقط اعرف مشاعري وأسرار قلبي، وأدرك كم اختلف عن كل من أراه حولي من الناس.
أغامر بالقول انه ليس هناك مثيل لي على قيد الحياة، وهذا لا يعني انني افضل بالضرورة، بل انني من نوع آخر فحسب.
سيكتشف القارئ بعد قراءة هذه الصفحات هل أخطأت الطبيعة في خلقي، ام صنعت الأفضل.
حين يدق ناقوس الساعة، سأقف أمام خالقي المعظم وهذا الكتاب في يدي، قائلا بشجاعة: "هذا ما فكرت به وفعلته .
لم انس ذكر الطالح من أفعالي، ولم أضف من الخير ما لم يكن موجودا بالفعل.
أؤكد الان ان الإضافات النادرة الموجودة إنما كانت لتعويض تفاصيل لم أجدها في ذاكرتي، وبانني ما ذكرت ابدا ما عرفت بعدم صدقه.
عرضت نفسي كما كنت: حقيراً استحق الاحتقار او عظيماً سامياً في فكري، حسب ما كنت عليه في تلك المرحلة.
كشفت نفسي كما رأتها عيناك يا خالقي العظيم.
اجمع حولي الان كل اخوتي، ودعهم يسمعون اعترافي ويندبون لفشلي ومساوئي.
ثم دع أي واحد منهم يكشف بذات الصدق أسرار قلبه ثم يقول لو كان يجرؤ: "كنت افضل من هذا الرجل"
شعرت قبل ان أفكر، وهذا هو نصيب الإنسان الذي عانيته اكثر من غيري.
لا اعرف ما فعلته حتى بلغت سن السادسة، ولا أتذكر كيف او متى تعلمت القراءة.
ولكني أتذكر أول قراءاتي وتأثيرها علي.
تركت أمي بعد وفاتها بعض القصص الرومانسية، وكنا أنا وأبى نقرا منها كل يوم بعد العشاء.
في البداية، كان الهدف هو مساعدتي على تعلم القراءة بمساعدة كتب مسلية، ولكننا بعد ذلك أعجبنا بالقصص وصرنا نقضي جل الليل في هذا العمل.
أحيانا، كان والدي يخجل حين يسمع صوت تغريد الطيور في الفجر الباكر ويقول: "لنذهب للنوم، فأنا اكثر طفولة منك.
"بهذه الطريقة الخطرة تعلمت ما هو اكثر من القراءة وفهم ما اطلع عليه، لأنني كذلك عرفت اكثر من غيري من الأطفال طبيعة الرغبات والعواطف البشرية.
لم افهم بالطبع طبيعة العلاقات بين الجنسين، ولكنني أحسست بالمعاناة التي تتضمنها.
هذه العواطف الغامضة التي أحسست بها واحدة تلو الأخرى لم تسيطر على قدراتي الفكرية فحسب، ولكنها ساهمت في صياغة نمط معين من التفكير الذي عانيت منه، بحيث رأيت العالم بصورة رومانسية حالمة، ولم تفلح التجربة حتى هذه اللحظة في معالجة هذا الطبع.
ما كان لي ان اعرف الشر، حين لم أر أمامي سوى أمثلة الخير وافضل الناس.
لم بستمع أبى او عمتي او الأقارب والأصحاب لما قلت، ولكنهم وهبوني الحنان والرعاية وأحببتهم لهذا السبب.
ما طلبت سوى القليل، وهذا تحقق دائما.
اقسم انني لم اعرف معنى كلمة "نزوة" حتى بدأت بالدراسة مع معلم.
باستثناء الأوقات التي قضيتها في القراءة والكتابة مع والدي، او حين ذهبت المربية بي للتجول، بقيت مع عمتي، جالسا بجوارها، متطلعا لها وهي تحيك الثياب، مستمعا لغنائها، وكنت قانعا بهذا.
مرحها ولطفها وجمالها الرقيق يبقيان في ذاكرتي لدرجة انني أستطيع تذكر نظرتها وسلوكها والحنان الذي أبدته نحوي.
أستطيع تذكر ثيابها وطريقتها في التمشي وحتى كيفية ترتيبها لشعرها بدون ان أنسى الخصلتين من الشعر الأسود اللتين تركتهما فوق جبينها، وهو الأسلوب السائد خلال تلك الأيام.
لانها كانت تعرف عددا كبيرا من الأغاني التي غنتها بصوتها الرقيق العذب تعلمت منها حب الموسيقى التي درستها وكتبت عنها في مرحلة مقبلة من حياتي.
اما مرحها، فقد طرد كل الأحزان من عالمها وحياة من حولها من الناس.
عذوبة صوتها تبقى في ذاكرتي، وحتى هذه اللحظة افرح حين استرجع بعض تلك الأنغام والكلمات.
هاأنا الآن، وقد كبر بي العمر وأحاطت بي الهموم، ومع ذلك لا أزال ابكي حين أهمهم بأحد تلك الأنغام بصوت مكسور مرتعش.
قضيت جل حياتي وأنا أتوق لحب متبادل، بدون أن انبس بأي حرف يدل على عواطفي لمن عشقتهم.
مع أنني عانيت الأمرين من الخجل الشديد الذي منعني من البوح بمشاعري، فقد كنت دائما أضع نفسي والحبيب في مواقف تدل على مشاعري.
كنت أجد لذة في الجلوس بجوار قدمي حبيبتي المتعجرفة، مطيعا لأوامرها، طالبا منها الغفران، وكلما ازداد خيالي التهابا اشتد تمسكي بالعفة.
من الواضح ان هذا الأسلوب في ممارسة الحب لا يؤدي الى نتائج ملموسة ولن يشكل أي خطورة تذكر على براءة المحبوب.
لهذا السبب لم امتلك من عشقت في الواقع، وان كان لي كل لذات الجسد في الخيال.
وهكذا حافظ الخجل على صفاء روحي وعفة جسدي لذات السبب الذي كان، بشيء من الجرأة، سيلقيني في خضم الحسية الحيوانية.
أنا اذا رجل مزدوج الشخصية: في لحظة أكون عاطفيا مجنونا متهورا لا اعرف الحذر والخوف او حتى الحشمة، لا يمنعني من الوقاحة والعنف سوى خوفي على من احب.
ولكنني في لحظة أخرى أصير كسولا أعاني من الخجل الشديد الذي يمنعني حتى من الحركة: مجرد كلمة لابد من قولها، او حركة لابد من فعلها، تقض مضجعي.
الخوف والخجل يسيطران علي لدرجة أنني أتمنى الهروب من نظرات البشرية جمعاء، وهذا لدرجة أنني لو اضطررت للفعل، فلن اعرف التصرف القويم من شدة الاضطراب.
ساعة العاطفة، تأتى لي الكلمات الصحيحة، ولكنني في الحوار العادي لا أجدها، واعاني الأمرين لمجرد ان تبادل الكلمات ضرورة حياتية.
بالإضافة لهذا، لا ارغب بما يمكن للنقود شراءه.
مثلا، احب الطعام والشراب، ولكنني لا أطيق قيود المجتمع الراقي او فوضى الحانات مما يحتم علي الشرب وتناول الطعام برفقة صديق.
وحيدا، يسرح خيالي بعيدا ولا اشعر بلذات الفم.
ذات الصفة تميز علاقاتي بالنسوة: فلو رغب دمي بهن، يظل قلبي يبحث عن الحنان.
النسوة اللواتي يعرضن أجسادهن للبيع لا يمتلكن السحر الذي يخلبني.
وهذا هو الحال مع كل ما أراه حولي من لذات: لو كان للذة سعر، لكانت لذة فاترة بالنسبة لي.
اعشق الحرية وابغض القيود والصعاب والاعتماد على الغير.
طالما تبقى النقود في محفظتي، ستضمن لي الاستقلال وتخلصني من الحاجة للبحث عن وسائل لتعويض ما فقدت وهي ضرورة ابغضها.
وهكذا يجعلني الخوف من الفاقة بخيلا.
يمكن ان يكون المال وسيلة للتحرر، ولكن في حالة استسلام المرء للجشع والسعي وراء المزيد، يصير وسيلة للاستعباد.
ولذلك أتمسك بما لدي و لا اطلب المزيد.
سبب لا مبالاتي هو ان لذة الملكية لا تستحق معاناة السعي لها.
اما تبذيري فيسببه نوع من الكسل: حين تأتى الفرصة المؤتية للتلذذ بالصرف، استخدمها.
النقود لا تغريني مثل الأغراض، بسبب وجود وسيط بين الرغبة والمرغوب، واختفائه في لحظة الاستهلاك.
حين ارى ما أريد، ارغب باقتنائه، أما لو شاهدت الوسيلة للوصول له فقط، فلا يكون للإغراء القوة نفسها.
لهذا السبب مارست السرقة، وحتى الان، اسرق الصغائر لان هذا افضل من السؤال والسعي، ولكني لا اذكر أبداً أنني سرقت أي شيء من المال..
::::::::::::::::::::::::::::::
،،
<< الاعـتـــراف الـثــانـي >>
،،
تعلمت درسا أخلاقياً هاما، قد يكون الوحيد الذي يملك أي قيمة عملية، وهو ان أتجنب تلك المواقف الني تجبرني على الاختيار بين مسئوليتي ورغبتي، بحيث يكون مكسبي على حساب خسارة الآخرين وإلحاق الأضرار بهم.
بغض النظر عن مدى التزام الفرد الذي يصل لهذا الموقع بالفضيلة مبدئيا، ستراه يضعف شيئا فشيئاً بدون ان يشعر بهذا الضعف، ويصير ظالما شريرا بفعله، بدون ان يكف عن تصور انه ما زال عادلا في قلبه.
اعتمادي على هذا المبدأ جعل الكثير من المعارف يتهمونني بالغباء، بعدم القدرة على اتخاذ القرار، وحتى بضعف الشخصية.
في الواقع، لم ارغب أبداً بلعب أدوار تشبه أدوار الآخرين او تختلف عنهم، بل رغبت بإخلاص بفعل الصواب.
لذلك تجنبت دائما الموقع الذي سيتيح لي حرية الاختيار بين مصلحتي ومصالح الآخرين لانه قد يخلق في قلبي الرغبة السرية لإلحاق الضرر بهم....
أحببت بصدق واخلاص تام حرمني من السعادة.
لم تكن العواطف ابدا اكثر حيوية وصفاء مما كانت عليه في حالتي.
فقد كنت مستعدا للتضحية بسعادتي الف مرة من اجل إسعاد الإنسان الذي أحببته للحظة واحدة.
كانت سمعتها اكثر أهمية من حياتي، وما كنت مستعدا لإزعاجها للحظة واحدة من اجل لذتي.
هذا الإحساس جعلني أعيش الحب في وسط من الحذر والسرية مما حرمني من الوصول لأي نتيجة.
عدم نجاحي مع النساء سببه اذا تعلقي الشديد بهن..
::::::::::::::::::::::::::::::
،،
<< الاعـتـــراف الـثــالـث >>
،،
شعرت بمدى تعلقي بالسيدة دوانز حين غابت عني.
قنعتُ ساعة تواجدنا سويا، أما حين غيابها، فتململتُ وعانت روحي من عدم الاستقرار.
حاجتي للبقاء معها عصفت بروحي وملأت عينيي بالدموع أحياناً.
لا أستطيع ان أنسى ذلك اليوم حين فرح الجميع بالأعياد، ولكنني، بسبب رحيلها لمدينة أخرى، تركت الأفراح وقريتي وتجولت في الريف وقلبي مفعم بالرغبة في ان اقضي عمري معها.
أدركت استحالة ما ارغب به، وعرفت ان ما أسعدني الآن ساعة البقاء معها لن يبقى.
هذه المعرفة أحزنتني، ولكنه كان حزنا بلا ألم، شتتته الآمال اكثر من مرة.
أصوات الأجراس وتغريد الطيور، جمال النهار وسحر الطبيعة، ومساكن الفلاحين المتناثرة في كل مكان، والتي حلمت بان يكون مسكننا واحدا منها، كل هذه العوامل سمت بروحي لنشوة لا يمكن وصفها.
لا أتذكر أبداً أنني وجدت مثل هذه السعادة في الحلم بالمستقبل، وحين تحقق الحلم لم يختلف كثيرا عما رايته في خيالي مما جعلني اعتبره رؤيا منت علي بها السماء.
الخطأ الوحيد كان في رؤيتي للمدة: لأنني تصورت أننا سنقضي الأيام والشهور في هدوء دائم، بينما لم يبق الواقع الا لحظات.
خسارة!
سعادتي الدائمة كانت فقط في حلم تحقق في لحظة ومضى سريعا تاركا الذكرى ومعرفة ما كان.
لماذا، حين وجدت الكثيرين من الشرفاء في طفولتي، لا أري الا القليلين في كبري؟
هل اندثر ذلك النوع من البشر؟
لا، ولكن الطبقة التي ابحث عنها ما عادت كما كانت.
بين الناس لا تتحدث العواطف الجياشة الا فيما ندر، اما بين الصفوف الارقى، فهي قد كُبتت تماما، ولا يُسمع الا صوت يدل على الغرور والرغبة في المصلحة.
نقيضان يتحدان في نفسي بطريقة يصعب علي فهمها: عواطف نشطة عاصفة، تقابلها أفكار ضعيفة بطيئة النمو لا تتضح معالمها الا بعد فوات الأوان.
من الممكن القول ان عقلي وقلبي لا ينتميان لذات الفرد: فالإحساس يحتل روحي بسرعة البرق، ولكن، بدلا من المعرفة، التهب حماساً وافقد القدرة على الرؤية.
اشعر بكل شيء ولا أرى أي شيء. فحين تخترقني العاطفة، افقد القدرة على التفكير الذي يحتاج للسكينة.
الغريب هو انني برغم عواطفي الجياشة، أظل قادرا على الوصول للقرار الصائب خاصة لو لم أتعجل.
هذا البطء في التفكير وحيوية العاطفة لا يتدخلان فقط في حواري مع الآخرين، ولكني أحس، حتى في ساعات الوحدة والعمل، بالأفكار تنتظم في رأسي بصعوبة شديدة، تنموا هناك وتنضج فقط مع مرور الكثير من الوقت.
العاطفة التي تفيض في داخلي مع بداية اي مشروع فكري تحرمني من القدرة على الكتابة وتجبرني على الانتظار.
ثم تهدا العاصفة ويتضح المشهد لناظري ويأخذ كل شيء مكانه الطبيعي، ولكن فقط بعد فترة طويلة قد ضاعت في الفوضى والضياع..
::::::::::::::::::::::::::::::
،،
<< الاعـتـــراف الـرابـع >>
،،
قررت الذهاب الى لوسان حتى أستطيع البقاء بجوار بحيرتها الجميلة.
نادرا ما اتخذت القرارات المهمة بمنطقية اكثر.
ما يبدو كحلم في الأفق البعيد لا يكفي لدفعي للتصرف.
عدم معرفة الفرد بما سيحدث يجعلني أرى التخطيط للمستقبل كعملية خداع يسقط المغفلين ضحايا لها.
مثل غيري، كثيرا ما أطلقت العنان لخيالي وحلمت بالمستقبل، ولكن على شرط ان لا يتطلب تحقيق الحلم أي عناء.
اقل اللذات العابرة أهمية تغريني اكثر من كل متع الجنة.
لكن اكثر ما أخشاه هو اللذة التي ينتج عنها الألم لأنني احب اللذة خالصة بلا أي معاناة.
كلما اقتربت من إقليم فاود، أحس بمشاعر تطغى عليها ذكرى السيدة وارنس التي ولدت هناك، ووالدي الذي عاش في ذات المكان، والمدموزيل دفولسن التي عرفت معها أيام الحب الأول، وعدة رحلات سعيدة أخرى قمت بها لذات المكان حين كنت طفلا.
ما أن أملت بالسعادة والآمن اللذين افتقدهما الان حتى شددت رحالي الى إقليم فاود بجوار البحيرة.
أتمنى هنالك ان يكون لدي صديق مخلص وزوجة تحبني وبقرة وقارب صغير، وهو كل ما يحتاجه الإنسان ليكون سعيدا في هذا العالم.
ما يؤسفني هو طبع السكان المحليين الذي يختلف كثيرا عن جمال المكان.
خلال هذه الرحلة، سلمت نفسي للأحزان السعيدة واستمتعت بألف لذة فريدة.
كم مرة جلست على ضفة النهر وبكيت وشاهدت دموعي تسقط للنهر وتذوب في مياهه.
زيارتي لباريس خيبت أملى.
جمال بعض المدن الريفية التي زرتها من قبل، وتنظيم شوارعها، جعلني أتوقع ان تكون باريس مدينة عظيمة.
تصورت في خيالي بلدا جميلة بقدر ما هي جليلة، لا يوجد فيها سوى القصور الذهبية والشوارع الواسعة.
ولكني، حين وصلت لضاحية سنت ماركو صُدمت بمرأى الشوارع القذرة والمنازل السود المكفهرة والإحساس العام بالفقر والديون المستحقة، الذي جسده منظر المتسولين ومرقعي الثياب المستعملة وبائعي القبعات القديمة.
كل هذا حُفر في ذاكرتي وخلق انطباعا سلبيا لم يغيره كل ما رأيت فيما بعد من عظمة، وحتى هذه اللحظة، لا ارغب بالحياة في العاصمة بسبب هذا الانطباع الأولى.
طوال الوقت الذي اضطررت لقضائه في العاصمة، سعيت جاهدا للفرار منها.
هذه هي نتيجة الخيال الذي يبالغ ويتوقع اكثر مما هو موجود فعلا.
سمعتهم يمتدحون باريس، فتصورت أنها اعظم من بابل في العصور الغابرة، ثم جاء الواقع ليحطم هذا التصور.
ذات الشيء حدث حين زرت الأوبرا التي هرعت لها في اليوم التالي لوصولي وتكرر عدة مرات بعد ذلك.
مناظر الريف الجميلة، الهواء النقي، الصحة التي تتجدد مع المشي، غياب كل ما يذكر الإنسان بالحاجة للآخرين، كل هذا يحرر الروح ويخلق الشجاعة الفكرية في نفس الإنسان ويلقي بها في خضم الطبيعة التي تراها بحيث تستطيع جمع، اختيار، وامتلاك كل ما تريد بلا خوف أو موانع.
اشعر وكأنني أتحكم بالطبيعة نفسها، بينما يحلق قلبي من مكان لاخر، مختلطاً ومتوحدا بكل ما يشفيه حتى تسكره النشوة.
في المساء استلقي في الجو النقي، أنام على سرير من الزهور.
أتذكر أنني قضيت ليلة سعيدة خارج المدينة حيث أحاطت بي الحدائق من كل ناحية.
ذلك اليوم كان شديد الحرارة، اما المساء فكان بديعا، لان الندى رطب الأرض، وهدأ الجو بلا نسيم، بينما تعالى تغريد الطيور.
تاركاً لقلبي ومشاعري حرية الاستمتاع بكل شيء، غارقا في حلمي، استمررت في التجول حتى آخر الليل بدون أدنى شعور بالإرهاق..
،،
<< الاعـتـــرف الـخــامـس >>
،،
يقال أن السيف يمزق غمده، وهذه هي قصتي.
عواطفي أعطتني الحياة، وعواطفي قتلتني.
أي عواطف اعني؟
تفاهات كفت مع ذلك لتشويقي وكأنني أسعى لامتلاك عروش الدنيا بما فيها.
أهمها سببتها النساء.
فحين امتلكت احداهن، هدأت حواسي، بينما ظل قلبي متأججاً.
الحاجة للحب التهمتني حتى ساعة النشوة.
كان لي السيدة دوارنز التي لعبت دور الأم، وكان لي صديق مخلص، ولكني مكثت بلا حبيبة.
تصورت واحدة في مكانها ورسمتها بألف صورة لخداع نفسي.
ولو كانت المرأة التي احتظنتها هي السيدة دوارنز، لما بقيت أي رغبة او متعة.
متعة!
وهل هذه من نصيب الإنسان؟
لو كنت قد جربت لمرة واحدة متعة الحب التامة، لا اعتقد ان جسدي الضعيف كان سيستحملها.
كنت قد مت فورا.
وهكذا احترقت بنار الحب، ولكن بلا شخص احبه، وهذا الوضع كان اكثر ما أتعبني.
كنت متململا بعد ان سمعت بعلاقة السيدة دوانز برجل سيئ، وبسلوكها غير الرزين الذي خشيت ان يحطمها في وقت قريب.
خيالي القاسي الذي تصور دائما المصائب رسم لي صورة واقعية لما سيحدث.
وهكذا تناوبتني حالات الخوف والرغبة حتى وصلت لحال يرثى لها.
من الكتاب السادس في هذه الأيام بدأت مرحلة السعادة القصيرة في حياتي، تلك الأيام الآمنة التي تجعلني أقول، "لقد عشت فعلا."
ليت تلك اللحظات تعود من جديد، وتمضي ببطء شديد.
كيف يمكنني تذكر وذكر ما لم يقال بالكلمات، بل أحسست واستمتعت به؟
استيقظت وكنت سعيدا، تركتها وكنت سعيدا.
تجولت في الحقول والوديان، قرأت، عملت في الحديقة، بينما جاءت السعادة ورائي في كل مكان بلا سبب.
الفرحة نشأت في أعماقي وما تركتني للحظة واحدة.
أتمنى لو عرفت اذا كانت ذات الأفكار الطفولية تأتى لغيري من الناس؟
أثناء دراستي، بينما كنت أعيش حياة الملاك الطاهر، عانيت من الخوف من إمكانية ذهابي الى الجحيم.
سالت نفسي، "في أية حال انا الآن؟
لو مت في هذه اللحظة، ماذا سيكون مصيري؟
" للكاثوليك اعتقاداتهم بخصوص هذه المسالة، ولي شخصيا رأي آخر.
وقد استخدمت وسائل سيجدها البعض مضحكة، بل مجنونة، للتخلص من الخوف الذي عانيته.
ذات يوم، بينما كنت أفكر في هذا الموضوع البائس، بدأت بإلقاء بعض الأحجار على الأشجار المجاورة لتسلية نفسي، وفكرت: "سألقى بهذا الحجر على تلك الشجرة، ولو أصبتها، فسيعني هذا ان الله سيرحمني، اما لو لم أصبها، فقد حلت بي اللعنة."
ألقيت الصخرة بقلب خافق ويد مرتعشة، ولكنها أصابت الهدف خير إصابة.
أقول الحق، كانت شجرة كبيرة سهل علي أصابتها.
ومع ذلك، لم اشك أبدا بان روحي قد نجت من نيران الجحيم.
حين أتذكر هذا الحدث، لا اعرف هل يجدر بي الضحك او البكاء.
العظماء سيضحكون من هذا السفه، ولكنني اقسم بأنني آمنت آنذاك بنجاة روحي من العذاب..
::::::::::::::::::::::::::::::

السبت، 15 أغسطس 2009

~( ما أروع مـقــولاتـك " نـيـتـشـــه " )~

،،
<< لا يغفر له >>

لقد منحته فرصة أن يبدي رفعة في الطبع..
ولم يستفد من هذه الفرصة:
لن يغفر لك ذلك أبداً..
،،
،،
<< القول مرتين >>

من الأفضل أن نعبر عن شئ مرتين وحالاً.. أن نجهزه بقدم يمنى وقدم يسرى..
تستطيع الحقيقة.. على الأرجح أن تقف على قدم واحدة..
لكن بقدمين ستمشي وتشق طريقها..
،،
،،
<< بلا عبث أبداً >>

في جبال الحقيقة لا تتسلق عبثاً أطلاقاً:
أما أن تصل إلى الأعالي منذ اليوم الأول..
وإما قد دربت قواك على الصعود أكثر غداً..
،،
،،
<< أمام النوافذ الرمادية >>

هل ماترونه عبر هذه النافذة جميل لحد أنكم لا تريدون أن تنظروا عبر نافذة أخرى ــــ
لحد أنكم تحاولون منع الآخرين أيضاً؟!!
،،
،،
<< مفهوم بشكل مغلوط >>

عندما نفهم كلياً بشكل مغلوط.. فمن المستحيل أن نستبعد سوء فهم التفاصيل..
هذا ما تنبغي معرفته جيداً كيلا نبذر طاقة زائدة في الدفاع عن الذات..
،،
،،
<< لدى ملامسة الفضائل >>

يحدث أن تعوز الكرامة أحدنا فيظهر نفسه متملقاً إحدى الفضائل..
،،
،،
<< العقول الحذرة والأسلوب >>

أننا نعبر عن أصعب الأمور ببساطة..
شريطة أن نكون محاطين بأشخاص يؤمنون بقوتنا:
فلمثل هذا المحيط مزية التدريب على ( بساطة الأسلوب )
بينما العقول الحذرة تعبر عن نفسها بمغالاة.. العقول الحذرة تجعل سامعيها مغالين..
،،
،،
<< الشيء الأكثر تأثيرا >>

أن يبدي رجل مقاومة لعصره كله .. أن يوقفه عند الباب ويحاسبه..
هذا الذي يجب أن يمارس تأثيراً.!
أن يشاء ذلك أم لا،
لا يهم، أن يكون قادراً عليه،
هذا هو الحــاســم..
،،
،،
<< لكل فضيلة أوانها >>

من يظهر نفسه الآن عنيداً فإن نزاهته غالباً ما تسبب له الكثير من الندم:
لأن العناد فضيلة لا تنتمي لنفس عصر النزاهة..
،،
،،
<< قدرة التألم بشكل علني >>

ومن حين لآخر يجب إعلان الألم .. يجب التنهد بصوت مسموع ..
يجب إظهار القلق بشكل محسوس ..
لأنه إذا اعطينا الآخرين فكرة اننا هادئون وسعداء الطوية رغم الألم والحرمان ..
فكأننا نجعل منهم حساداً وشريرين ـ
والحالة هذه .. ينبغي الاحتراس من ألا نجعل اشباهنا أكثر سوءاً ورداءة ..
أضف إلى أنهم يشركوننا في خدمة ألمنا المعلن امتيازنا الخاص مهما كان الحالة بقسوة..
،،
،،
<< إلى من يمدح باستمرار >>

طالما لا نكف عن مدحك ..
فاعتقد جيداً أنك لست فوق طريقك بعد..
بل فوق طريق رجل آخر..
،،
،،
<< أخبار بلد آكلي لحوم البشر >>

المتوحد يلتهم نفسه في العزلة ..
ومع الحشود تلتهمه أعداد لا متناهية ..
إذن ، أختر..!!
،،
<< سبب المزاج السيئ >>

من يفضل الجميل على النافع في الحياة ..
ينتهي مثل الطفل الذي يفضل الحلوى على الخبز إلى إفساد معدته ورؤية العالم بكثير من التبرم والمزاج..
،،
،،
<< أطروحة مضادة >>

أعتق شيء قيل حول الإنسان يوجد في الأطروحة المشهورة:
(( الأنا بغيضة ممقوتة تماما ))
وأهم شئ طفولي في هذه الاطروحة الأكثر شهرة أيضا:
(( حب قريبك كما تحب نفسك ))ـ
في الأول توقفت معرفة الناس..
في الثانية لم تبدأ بعد..
،،
،،
<< معرفة أن تكون صغيرا >>

ينبغي أن تكون قريباً من الأزهار.. من الأعشاب ..
من الفراشات كطفل لا يستطيع أن يعلوا أكثر منها..
نحن الآخرين.. الكبار.. تجاوزناها جميعا .. علينا وبالعكس أن ننزل كي نبلغها..
أعتقد أن الأعشاب تكرهنا عندما نعبّر لها عن حبناـ
من يريد أن يشارك في كل ماهو جيد عليه أن يعرف أيضاً كيف يكون صغيراً في بعض الساعات..
،،
،،
<< الانتصار على النزوات >>

الإنسان الذي ينتصر على نزواته يتملك أخصب أنواع الأراضي.. إنه كالمستوطن الذي تحول سيدًا للغابات والمستنقعات..
عندها يكون غرس بذرة أفضل أعمال الذهن في تربة النزوات المهزومة .. المهمة العاجلة المباشرة.. اللآبد من القيام بها..
الانتصار بحد ذاته ليس إلا وسيلة.. وليس غاية.. وإذا لم ينظر إليه هكذا ..
فإن كثيرا من الأعشاب الطفيلية والنباتات الشيطانية ستنبت فوق هذه الارض الدسمة الجدباء..
كما سوف تلوثها أنواع الجنون بشكل مرعب..
،،
،،
<< تـعــاســة >>

إن شخصا واحدا تعيسا يكفي ليسمم منزلا بأكمله ويكدر الجو فيه:
ولكي يغيب هذا الشخص وحده يلزم أن تحصل معجزة على الأقل!
- قلما تكون السعادة مرضا معديا بهذا القدر.
ما سبب ذلك؟
،،
،،
<< خطر في الصوت >>

بتوفرنا على صوت جهوري لا نكون قادرين تقريبا على التفكير في أشياء حقيقية..
،،
،،
<< استنتاج خاطيء - مشروع فاشل >>

إنه لا يستطيع السيطرة على نفسه:
من هنا تستنتج المرأة الفلانية أنه سيكون من السهل السيطرة عليه، فتلقي عليه حبالها،
المسكينة ستصير أمته في أجل قصير..
،،
،،
<< آخر شكوكية >>

ماهي إذن حقائق الإنسان في النهاية؟
إنها أخطاؤه المتعذر دحضها..
،،
،،
<< ماذا يملي عليك ضميرك؟ >>

« عليك أن تصير من أنت»

:::::::::::::::::::::::