الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

~(( الأسـيـــرات الـهـــاربــات!! ))~

؛؛؛؛
لم يكن الأمر هيناً على إحدى السيدات النبيلات حينما رمى أحد رجال دوريات الأمن في محافظة الطائف عليها ملابسه العسكرية لترتديها وتستر نفسها،
عندما شاهدها وهي تمشي خائفة في أحد الشوارع وقت الفجر (شبه عارية) وتُسرع في خطواتها،
فيما كان هناك شخص يُلاحقها رافعاً صوته عليها شاتماً لها، مشيراً بيده إليها، يأمرها بالعودة..
ويتضح من تصرفاته وهيئته أنه في غير وعيه وخارجاً من رجولته مودعاً لها.
وحين لمحها أحد رجال دوريات الأمن تأكد من هروبها من لدن الشخص الذي يلاحقها.
وتبين لاحقاً أنه للأسف زوجها، وكانت تنبعث منه رائحة الخمر.
وبعد التحقيقات اتضح أن خلافاً وقع بين الزوجين بعد أن تعاطى الزوج المُسكر فاعتدى على زوجته وضربها، وقاومته حتى تمكنت من الفرار بخروجها من المنزل؛
إلا أنه تبعها يُلاحقها ويشد ملابسها حتى تمزقت وخرجت للشارع شبه عارية لتنقذ نفسها..
فيسر الله لها رجال دوريات الأمن الذين ساهموا بحمايتها من ذلك الوحش، وتم تحويلهما إلى مركز الشرطة للتحقيق في القضية..
هذه الحادثة الاجتماعية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ليظل السؤال معلقاً بطرف اللسان،
أو محشوراً بين الأسنان أو يترنح كعبرة حرى تترقرق في العينين:
ما ذنب السيدات المبتلات بهذا النوع من الوحوش الذين تغطيهم جلود البشر،
ويرتدون ملابسهم وهم أبعد ما يكونون عن الإنسانية وأقرب للوحشية والسباع الضارية؟
فإلى متى والمرأة تعاني هذا البلاء، فلا تشكو، لأنه ليس هناك أذن تسمعها ولا قلب يرحمها
ولماذا تقف أسرتها في وضع المتفرج وتخوفها من الانفصال، بل تلمّح لها بالثبور إن هي فكرت فيه؟
وما مشاعر مشايخنا الكرام وهم ينصحون الزوجات بالاحتساب والصبر على الزوج الضال والسكير والمدمن حتى الهداية،
ووعد الزوجة - إن بقيت بقربه - بجنة عرضها السموات والأرض، وكأنهم يملكون مفاتحها، بينما لا ينصفونها في المحاكم؟
وإلى متى ونحن نسمع عن حالات قتل وانتحار لبعض السيدات بسبب ما يلاقينه من ضيم واضطهاد بسبب زوج فقد كامل أهليته، وأضاع ملامح شخصيته، وتخلى عن مسؤوليته في إعالة أسرته
وصار يعتدي على راتب زوجته فإن رفضت؛ أهانها وضربها ونكّل بها؟
واسألوا مراكز الشرطة كم زوجة وقفت أمام بوابات المركز فأوكلوا لجندي البوابة طردها وقذفها قبل دخولها أعتاب المركز بدعوى عدم الاختصاص، أو اشتراط إحضار ولي أمرها!
ولو كان لها ولي أمر يستحق الولاية لما حضرت، ولما أهرقت ماء وجهها على عتبات مراكز الشرطة!
اسألوا هيئة حقوق الإنسان كم من سيدة اشتكت لهم وقد صفعت، وأخرى ضربت، وثالثة رُكلت، وأخريات يحضرن والدماء تسيل من أجسادهن بينما حليب الأمومة يترقرق من صدورهن فيطلي أجسادهن.
وبعدها..
؛؛
اسألوا كل قلب رحيم قد بكى وتألم وهو يرى سيدة نبيلة قد جابهت اضطهادا من شريك حقير،
وكم شاهد سيدة وقوراً واجهت إذلالا من زوج رقيع، وكم من سيدة محترمة قاومت إهانة زوج وضيع!
وكم من عاقلة قد احتملت زوجاً سفيهاً!
وكم من امرأة حكيمة حصيفة حارت وعجزت وهي ترقّع خروق رجل جاهل أحمق بذيء!
وبعدها لا تتفاجؤوا حين يخرج من هناك رجل يرتدي مسوح الوقار، ورداء المهابة ليقول ناقصات عقل ودين!
وليكن!
؛؛
أفلم يحثكم ديننا الحنيف على التقوى والرأفة بالسيدات، حتى تلك الناقصات؟!
أو لم تحضكم شريعتنا الطاهرة على الورع والعطف على زوجاتكم؟!
ألم يقل سيد الرحمة صلى الله عليه وسلم وهو في لحظاته الأخيرة
(الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة. أيها الناس اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان)
أي أسيرات!
؛؛
وبدعوى الحماية..
كم من امرأة أوجعتها سياط القمع، وكم من أسيرة أدمتها حبال الأسر!
؛؛؛؛
؛؛
الكاتبة الصحفية بجريدة الوطن
رقية سليمان الهويريني

هناك 5 تعليقات:

ملح الحياة يقول...

lخنقتني العبرة وأنا أقرأ المقالة وسبحان الله من بدايتها أحسست أن من تدافع عني هي واحدة من بني جنسي لأنها تعرف جيدا ومليا معنى أن يكسر قلب أنثى بمشاعره الرقيقة ورقته التي تعتبر نقطة قوة عند البعض والبعض الآخر يراها ضعف.
وكم من مشهد مر أمام عيوننا.وكم من إنكسار عايشناه.ويبقى الرجل ليس الكل ولكن البعض يتبجح بقوة عضلاته معلنا حربا على أنثاه التي وهبت حياتها له.
ما قلته وما سوف أقوله لن ينفي وجود أنثى متسلطة بل هي التي تحمل السوط في أغلب الأحيان.وما قلته لن ينفي أبدا وجود رجال بما تحمل كلمة رجولة من حكمة وعدل وطيبة ورزانةوووووو.
شكرا اخي السبيعي على النقل الأكثر من رائع.فعلا شكرا.

غير معرف يقول...

لم يتبقى كلام ليقال و ذلك لسببين:

أولا: ما يحمله المقال من تصوير يدمي القلب لحال الكثير من النساء المضطهدات و المعذبات بأيدي من يفترض ان يكون لها القلب و اليد الحامية

ثانيا: ما صورته الكاتبة الرائعة من تخاذل المجتمع في حمايتهن و حفظ ابسط حقوقهم و هو الإحساس بالأمان

سوف نظل دائما في مؤخرة العالم طالما كرامة الإنسان لدينا مهانة بالرغم من آن ديننا أتى ليسمو بكرامة الإنسان و يحفظ حقوقه و لكن المجتمع الآعرابي جعل سلطة الذكر مطلقة بغض النظر عن آهليته

لن يحصلن هؤلاء الأسيرات على حقوقهن حتى يتخلص المجتمع من النظر إلى الأنثى كأنها عار.

سلم ذوقك أخي على روعة الإختيار

تحيتى و تقديري

Princess  

اااالـســبـيـعـــــــيR يقول...

أختي ملح الحياة
::
نعم بعض الرجال وليس الكل..
وهذا المقصد والغاية..

لكن أين هؤلاء من هذا التجني والغلو في معاملة المرأة؟!!
بل هذا التشويه لدى معاملة المرأة لم يأتي من فراغ!!
عالعكس صاغه كل متسلق لدين متحدث متشدق برأي أو أستشهاد لا أرى قربه من الصواب كما يراه!!!!

أختي كان لي شرف مرورك وتعليقك

اااالـســبـيـعـــــــيR يقول...

أختي Princess
::
((سوف نظل دائما في مؤخرة العالم طالما كرامة الإنسان لدينا مهانة بالرغم من آن ديننا أتى ليسمو بكرامة الإنسان و يحفظ حقوقه))
::::
صياغة وجملة لها من الحق والمدلول الشئ الكثير..
فعلاً من يقرأ التاريخ يرى بأن تقدم الشعوب وإزدهار النهضة فيها لا يأتي من فراغ..

بل من حفظ حقوق الإنسان تحت مظلتها ومحاسبة كل متجاوز سواءً كان الدين منطلق لهم أو قوانين وضعيه..

لكن حال التجني لدينا على الكل..
والمرأة أكثر تجني وظلم بحكم نظرة المجتمع الضيقه إليها..

أختي لكِ جل التحية والتقدير لمشاركتي المقال

فهد سلمان الفراج يقول...

نقل موفق ومقتطفات متنوعة من عذابات بنت حواء العربية التي لا زالت تبحث عن ذاتها وتكافح لنيل حقوقها المغتصبة بإسم العقلية الذكورية التي تعاني الرجعية تارةً والظلامية تارةً أخرى والرجولة بمواصفاتها الشرقية دائماً,,,